الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

بنغازي... وجفوة الأحباب...


في هذه الأيام الغريبة، حين ينام أهل بنغازي على أصوات الانفجارات والمعارك والرصاص، هذه الأيام التي أمست فيها شوارع بنغازي ساحة حربٍ مزدحمة... لا يستطيع المرء إلا أن يتذكر حبه لمدينته... ويتساءل هل بقيَّ فيها من يحبها؟ وهل كل هذا الرصاص، وكل هذه الدماء، وكل هذا الكره، وكل هذا الصمت أيضاً... هل هذا من أحبابها؟!

وتذكرتُ، في هذا اليأس، القصيدة الرائعة (بنغازي) للشاعر المُبدع الأستاذ هليل البيجو، أحد مُحبي بنغازي... 

بنغازي

تغرّبت وْشِفت بلادات      إلاَّ هَيْهات     لْبنغازي، ما لْقِيت خَوات
تغرَّبت سْنين      وْهضَّبت يْساراً ويْمِين     وْلكن خُوذُ علىِّ يْمِين
بلاَ رَجْعات      زِكَتْ بنغازي ع الزَّيْنات.

تغرَّبت شهور      وْقَضَّيْت فْيافي وبْرور      عَدا بنغازي كِلَّهَ زُور
ومَغْشُوشات      بلادات العالِم شَيْنات.

ما لْقِيت رفيق      لْبنغازي في العين يْلِيق      اللّي يْجيها والحال رقِيق
وْفي الشِّدات      يْروق، وْما يلْحَظ عازات.

ما لْقِيت شبيه      يْروق لْعيني وَين تْجيه      الكَون بْجملِةْ ها اللّي فِيه
غَير خَيالات      مع بنغازي مَزْهُوات.

ما لْقِيت مثيل      لْبنغازي في العين يْخِيل      غلاها في المكنون نزِيل
وْمَرفوعات      أقدارهَ، دِيما ع السيّات.

يا طِيب عربها      عَلَّوْا في الحيين نسَبْها    شْهادهَ والتاريخ كتبها
لْهم فَزْعات      عرب بنغازي في الزّرات.

يا طِيب خبرْها      كَيف سِبَخْها كَيف بحرها      بنغازي وِدّي ننظرها
في ساعات      هنيَّه وأيام سعِيدات.

يا طِيب نباها      بنغازي رِتبَه وْوجاهَهَ      وْهَلْها للضيف اللي جاها
والجّارات      أصحاب عوايد معروفات.

يا ما حقَّيْت      ويا ما في الأوطان مشيت      شبيه لبنغازي ما رَيت
ذِراء ومبات      وفزْعه في وآن الدّعكات.


عَدَّيت بعيد      لبنغازي ما لقِيت نديد      تْرَبِّي وتْكَثّر وتْزيد
بلا مِنَّات      طبايع فيها مغروسات.

بلا تفكير      لبنغازي ما هناك نظير      زِكَتْ ما فيها قَوْلِةْ غَير
ولا لُولات      تبارك ربّ المخلوقات.

بنغازي وِدّ      اللي يْجيها ما يْخاف نِكَد      تْربيّ، وتْلِمّ الشارِد
ومفتوحات      يْديها من غير حسابات.

تغربت وشفت بلادات      إلا هيهات      لبنغازي، ما لقيت خوات.


هضومْ همْ أصحَابْ الصُوبْ... والناس غيرهمْ مَا همْ عَلمْ

هليل البيجو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق