الخميس، 21 مارس 2013

طيف نسميه الحنين...

في عيد الأم... حفظ الله كل الأمهات... حفظ الله كل الأمهات...


في الركن يبدو وجه أمي
لا أراه لأنه
سكن الجوانح من سنين
فالعين إن غفلت قليلاً لا ترى
لكن من سكن الجوانح لا يغيب
وإن توارى.. مثل كل الغائبين
يبدو أمامي وجه أمي كلما
اشتدت رياح الحزن.. وارتعد الجبين.

الناس ترحل في العيون وتختفي
وتصير حزناً في الضلوع
ورجفةً في القلب تخفقُ.. كلَّ حين
لكنها أمي
يمرُّ العمرُ أسكنها.. وتسكنني
وتبدو كالظلال تطوفُ خافتةً
على القلب الحزين.

***

كم قلتِ لي صبراً جميلاً
إن ضوء الصبح آت
شاخت سنون العمر يا أمي
وقلبي حائرٌ
ما بين حلمٍ لا يجئ..
وطيف حبٍّ.. مات
وأفقتُ من نومي
دعوتُ الله أن يحمي
جميع الأمهات..

فاروق جويدة. (مقتطفات من قصيدة: طيف نسميه الحنين.)

الثلاثاء، 12 مارس 2013

مشكلة الحديث عن العزل السياسي...


مع الأحداث الأخيرة، والصراع المحتدم بين من يقولون بأن ليبيا تتجه إلى الهاوية، وبين من يُصِرون بأنها تُحلِّق عالياً في الفضاء، بالإضافة طبعاً إلى من شرعوا في البحث عن سكن أو عن مشاريع مقاولات في الهاوية (من يقولون بأننا نفترشُ الهاوية منذ زمنٍ بعيد!) كل هذه الصراعات جعلت من موضوع العزل السياسي نجم الهدرزة الأول في هذه الأيام.

الجميع أصبحوا يوضحون ويشرحون ويتساءلون ويُبدعون في تأييد العزل السياسي أو معارضته. ولقد ذكرَّني الأمر بالمناظرات الساخنة حول الفيدرالية، حيث كان الخصوم يستشهدون بوقائعٍ تاريخية، ويتحدثون عن هذه البلاد وتلك، وأصبح نصف الشعب خبراءً في فوائد الفيدرالية الاقتصادية ومشاكلها الإدارية ومخاطرها الجهوية... اليوم كذلك أصبح نصف الشعب الآخر خبيراً في فوائد العزل السياسي الإدارية ومشاكله الاقتصادية ومخاطره الاجتماعية... ولكنني بصراحة لا يهمني أي شيء من هذه التفاصيل، ولا أكترث هل من يريدون العزل هم الإخوان السياسيون (أو المنافقون)، أم تحالف القوى الحزبية (أو المصلحجية)، أم ثوريون جُدد، أم ثوريون قدامى... كل ما يهمني الآن هو محاولة تفادي سقوط باقي الناس على رأسي وأنا أجلس في الهاوية أكتب هذه المقالة...