الاثنين، 22 يوليو 2013

حنظلة... بكلمات ناجي العلي...



(أما حنظلة، فلم أرسمه بدافع الفذلكة أو العبثية، والإنسان اللي على علاقة حميمة مع حنظلة يقدر يستشف إذا كان عم بيبكي إذا كانت عيونه عم تدمع... إذا كان غضبان، مع أنو مش شايف وجهو، وأفضل من حلل وكشف عن شخصية حنظلة الشاعر العراقي الكبير بلند الحيدري كتب عن حنظلة وقال أنه يتطلع للأمام، يؤرخ، يسجل، يتبنى القضايا، يعرف أصدقاءه من أعدائه.. يجذب اهتمام الناس للقضايا لأنه يتفاعل مع الأحداث والذي يستخف في موقف حنظلة قال بلند أنه هو من يدير ظهره له.

حتى (التكتيفة) اللي كتفتوا إياها في حرب أكتوبر جاءت لتدل على أنه بريء من التسوية، زي الطفل الحردان من أمه لأنها ما أعطته الحلوى، عندما أقوم بتحريك حنظلة لا أفعل ذلك عن افتعال. كان حنظلة في السابق يتكلم مع نكسون باللغة الإنجليزية، يلعب مع أطفال مخيم تل الزعتر في لبنان، يقطع النهر، يغني طاق طاق طاقية، أنا بلا هوية، يهزج ويقول ويحكي.. ولكن وقت الجد يكون حنظلة في موقعه، ويتفاعل مع الناس، أنا لا أحرك حنظلة كالبهلوان أو المهرج، حنظلة له كرامته وهو ليس أراجوز، وليس توم وجيري، ويوجد كثير ممن انتقده بحدة وقال عنو أنو ما بيضحك للرغيف السخن أي أنه غير مرح مع أنهم لم يروا وجهه وأنا أحب أن أقول لهؤلاء حنظلة يعبر عن واقعنا الغير مرح على ما أعتقد وهو في النهاية ليس مهرجاً عند أحد.)

(إنه شاهد العصر الذي لا يموت.. الشاهد الذي دخل الحياة عنوةً، ولن يغادرها أبداً.. إنه الشاهد الأسطورة، وهذه الشخصية غير قابلة للموت، وُلدت لتحيا وتحدت لتستمر.
هذا المخلوق الذي ابتدعته، لن ينتهي من بعدي بالتأكيد، وربما لا أبالغ إذا قلت أنني قد أستمر به بعد موتي.)

ناجي العلي. (من كتاب: ناجي العلي الشاهد والشهيد.)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق