الأربعاء، 25 يونيو 2014

العرس الديمقراطي: ممنوع اصطحاب المتشائمين!

لم أكتبُ شيئاً.. وطنياً (؟) منذ فترة. وبمناسبة انتخابات اليوم، فقد قررتُ أن أحاول كتابة شيءٍ ما...

لا أعلم ماذا أستطيع أن أكتب، طيلة الفترة الماضية كنتُ أتذبذب بين مقاطعة الحديث عن السياسة وبين الانفجار بالحديث عن السياسة! هذا التأرجح لم يسمح لي بمتابعة الأخبار فعلاً، فكل ما كنت أفعله هو التعليق على ما يقوله الآخرون، فحتى التفكير والتحليل وغير ذلك من تمارين عقلية (هههه تمارين! الكسل أسلوب حياة...) لم أكن أمارس أي شيء من هذا القبيل... في الحقيقة إن ابتعادي عن الأخبار مُبهرٌ بصراحة.

حسناً... سأحاول أن أسأل نفسي أسئلة... أن أُجري مقابلةً مع نفسي، ليس لكي أكتب شيئاً ذو معنى أو أتتبع أفكاراً من نوعٍ ما في عقلي، ولكن لكي أكتب بعض الكلمات التي أملأ بها مساحةً في المدونة تحت تاريخ الانتخابات وحولها. أليس هذا اهتماماً ببلادي وبمستقبلها؟!

لماذا سأذهب للتصويت في الانتخابات؟

لأن ذلك طُلب مني... سأعترف بأن مَن طلب مني ذلك يَستحقُ أن أُصوِّت له، رجلٌ وطنيٌّ ونزيهٌ ومُثقَّفٌ وله خبرات قد تكون مفيدة بالفعل في مجلس النواب في هذه الفترة. ولكن... آه من هذه اللكن! إذا تم انتخابه، فهل سيستطيع فعل أي شيء؟ هل سيستطيع أن ينجو من الحرب السياسية القذرة؟ أنا أتمنى فعلاً أن يستطيع تحقيق شيءٍ ما، ولكنني أشك في أنه سيستطيع، وأشك في أن الأمر سينتهي به إما بالاستقالة اعتراضاً على ما يحدث في مجلس النواب، أو بأن يكون أحد أصوات المعارضة القوية التي لم تُحقق شيئاً في البرلمان سوى رفع صوت النقد. إنجازٌ لا يُستهان به، ولكن الصراخ في زمان الشلل لن يُقدِّمك ولو نصف خطوةٍ إلى الأمام...


ولذلك أقول بأنني أذهب بناءً على طلب، وليس بناءً على قناعة بالتصويت وبالعملية الانتخابية وبالديمقراطية في ليبيا اليوم... أنا مُقتنعٌ بهذا المترشح، أنا مقتنعٌ بالعملية الديمقراطية، أنا مقتنعٌ بالدولة المدنية الحديثة، أنا مقتنعٌ بأشياءٍ كثيرة، ولكن الأهم من كل هذه القناعات حالياً هو أنني مقتنعٌ تماماً بأن الشعب الليبي شعب طيب بفطرته، طيب إلى حد الشر!!! كيف يمكن ذلك؟ بكل بساطة، شره كله مُبرر! وهنا الكارثة، هنا الكارثة دائماً حين يجد الشر تبريراً دينياً، أو وطنياً، أو أيديولوجيا، أو ثورياً، أو أنانياً... فهو يصبح بكل بساطة خيراً... في هذه الفترة، ومع هذا الشعب، وفي هذه الظروف، كل قناعاتك الفكرية والشخصية تستطيع أن تتأكد بأنها تماماً مثل مصرفٍ كاملٍ، بخزائنٍ مليئة، وباحتياطيٍّ من الذهب، تستطيع أن تتأكد بأنك غنيٌّ تماماً، ولكنك تقف وسط الصحراء، ولا تستطيع شراء شيء بكل ما تملك من ثروات. الواقع مختلفٌ تماماً عما يكمن داخل عقلك...

أظن أنني أجبتُ أيضاً على سؤال: هل تظن بأن هذه الانتخابات ستنجح؟

لا أظن بأنها ستنجح فعلاً، نعم (العرس الديمقراطي) مستمرٌ أبد الدهر، مع نفس الأخطاء... نفس خطأ الصوت الواحد في العملية الانتخابية، ونفس الجهل السياسي من الناخبين، ونفس الجهل السياسي أيضاً من المترشحين، ونفس القذارة السياسية، ونفس أشياء كثيرة مازالت كما هي لأن الشعب الليبي مازال كما هو، ويا جبل ما تهزك ريح... الوضع الأمني، عملية الكرامة، حفتر، أنصار الشريعة، الإرهاب، القصف والقذائف في وسط بنغازي، بنغازي بنغازي بنغازي "ماذا أقول وماذا تراني قائلاً"، الجنوب القلق والمُقلق على الدوام، وضع طرابلس الرهينة والمتنازع عليها وكأنها سبية... أشياءٌ كثيرة لا داعي للحديث عنها، ما فائدة الانتخابات؟ إذا كانت سوف تُخرج بعض الوجوه من الساحة، وسوف تتمسك بالشريعة (لتنظيم) شؤون البلاد، فحسناً، ربي يوفقهم لما فيه خير البلاد والعباد... ولكن... تشاؤم عالصبح! ونتجاوز الموضوع بعبارة مختصرة جداً: لستُ متفائلاً على الإطلاق، ولكنني أرجو فعلاً بأن أكون مُخطئاً في تشاؤمي.

سؤالٌ آخرٌ عن العملية الانتخابية... ؟... ؟... هل تظن بأن الوقت مناسب للانتخابات؟

بما أن اليوم عطلة رسمية، وبما أني مضطرٌ للذهاب للانتخابات في الصباح، فسأقول: كلا، لا شيء، يوم عطلة، يُعتبر وقته مناسباً في الصباح... لا شيء سوى النوم... هنالك كمية لابأس بها من الغضب بهذا الخصوص. وحسناً، الخطأ ليس خطأ الانتخابات، فهي ستكون مقامة إلى المساء تقريباً... الكلام لم يعد عن الانتخابات...

هل لديك أي نصائح للناخبين؟

نعم، بلا شك، مزيل طلاء الأظافر (الأسيتون) وأيضاً مُنظِّف الزجاج جيدان في إزالة الحبر من على الأصابع...

كلمة أخيرة؟

لا أعرف لماذا كتبت... أظن أن الأمر كله كان فقط: لماذا أنت ذاهبٌ إلى الانتخابات! وتظاهر بأنك مهتمٌ بشكلٍ أو بآخر...

حسناً... هل هذا اهتمامٌ كافٍ؟ كلا؟ حسناً... إحم، إحم... (نفس عميق):

يا بلااادي،
يا بلاااااااادي بجهادي وجلاااادي،
ادفعي كيدَ الأعادي والعوااااادي،
واسلمييييييييي، اسلميييييي، اسلمي،
اسلمي طولَ المدى،
إننا نحنُ الفدا...
ليبيا، ليبيا، ليبيا

يا بلادي أنتِ ميراثُ الجدووووود،
لا رعى اللهُ يداً تمتدُ لك،
فاسلمي إنا على الدهر جنووووود،
لا نبالي إن سلمتِ مَن هَلك،
وخذي منا وثيقات العهوووووود،
إننا يا ليبيا لن نخذلك،
لن نعود، للقيود،
قد تحررنا وحررنا الوطن...
ليبيا، ليبيا، ليبيا...



ودامت دياركم بالانتخابات عامرة..


أظن أن هذه أسوأ تدوينة كتبتها... يلا، نعيش ونكتب أسوأ منها إن شاء الله...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق