يا سيدي ليا ثلاث أيام صايم عالسياسة...
يعني مقاومة غير عادية بصراحة، خاصةً أني اكتشفت أن
الليبيين ما عندهمش حاجة يحكوا فيها إلا السياسة... في الصبح: "صباح الخير، سياسة!"
في مشاويرك: "بكم كيلو الطماطم؟ الكيلو باثنين سياسة ونص اقتصاد." عالغدا
في الظهر: "اليوم طبيخة سياسة باللحمة الوطنية." الشاهي الخضر: "حطيت
ورق سياسة ولا لا؟" في العشية، في الليل، في النوم، يا راجل حتى في الأحلام سياسة
سياسة سياسة سياسة! (جديات، هذك اليوم حلمت أني نحكي في السياسة الوقت كله، وكل شوية
يفوتني اللي نحكي معاه، يهرب يعني، وبعدها نطيح في واحد أخرى... لكن أظني هذا بس من
الكبت!)...
وضعنا مستعصي بكل يا راجل...
تمشي لسهرية واحد صاحب ولا حد يقرب لك، على طول، بعد
كلمة عظم الله أجركم، تبدا السياسة تربخ لعند تتمنى أنك جاي تعزي في الناس في وفاة
السياسة المغفور لها بإذن الله!!!
يجوكم ضيوف في الحوش، يقعد الكلام كله سياسة، مرة مرة
"يا ريت طاسة مية مشنونة بشوية حفتر..." "مازال فيه كعك عملية الكرامة؟"
"وينك من زمان معش اطلع في بيانات وتصريحات؟" أمس جونا اثنين أقارب في الحوش...
وكانوا عندنا أقارب أصلاً، وفروخ صغار واجدين (محللي سياسة المستقبل!) المهم أنا مقعمز
معاهم ساااااااكت... وحسيت روحي كيف العويلة الصغار هذوما، فاطن لهم لما تكون فيه قعدة
لناس كبار، يجي الوليد ولا البنية الصغار، يقعمزوا شوية... ساكتين... بعدها ياخذوا
كعكة ويمشوا... أنا نفس الجو، لكن عمري يفرض عليا أني نقعد مقعمز، ما نقدرش نهرب!!!
بس سااااااااااكت!
هذك اليوم في سهرية، فرحت بواحد فتح موضوع ديني يحكي...
فرحت للمليون، أخيراً ح نقدر نحكي، ليا يومين ساكت! المهم طلع خونا تكفيري للهايك،
وقاري ثلاث كتابات لابن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب وابن القيم، وحافظ بس (كفر) و(بدعة)...
يقاطعك مليون مرة وأنت تحكي، يعوج كلامك قدامك (على الهواء مباشرةً!!!) وتنتهي الجلسة
وهو (في باله) مكفرك ومكفر هلك ومكفر مجتمعك ومكفر سيارتك، وأنت أصلاً بروحك كفرت وكان
خاطرك تعلن حملة صليبية رابعة على راسه... فحطيت الدين حتى هو في قائمة المواضيع اللي
معش نحكي فيهن!
عارف، قعدت نتمنى لو أننا عندنا عنصرية، يعني عنصرية
حقيقية، ولا طائفية، عندنا يهود وشيعة، ولا نردوا لجو شرقاوي وغرباوي، قعد خاطري يا
راجل في موضوع نكرهوا بعضنا بسببه غير السياسة الزح! إحنا ما نعرفوش نحكوا مع بعضنا،
وتلقى روحك اتعارك مع الدنيا كلها...
المهم أمس في الليل، أنت عارفني ما نتبعش في الكورة،
وأمس فايت مبارة أسبانيا وهولندا... كمل الشوط الأول، وقالوا قول فان بيرسي كان خيالي،
وتعادل... نلقاني معش قدرت نقاوم [للأمانة العلمية: هنا تم حذف بعض المقاطع لما
لها من خصوصية، على الأقل خصوصية بالنسبة لي...] المهم قلت يلا نتفرج عالمبارة... وتفرجت
على الشوط الثاني... وباختصار: كنت صايم عالسياسة، وفطرت على الكورة!
[المزيد من الحذف!]
ودرت عركة مع هلي، في نص اللعب، نلقاهم يحكوا على داعش
في العراق، وحزب البعث، ومش عارف شنو، هشت فيهم سكتتهم! يا راجل مش سادتهم سياسة ليبيا
خشوا حتى على سياسة العراق! ينعن جد الوحدة العربية في الهم والغم وخلاص!
الكلام هذا كله مش عارف عليش... لقطة وخلاص... باين
عليا ح نرد نتبع الكورة...
* هذه رسالة أخرى، أرسلتها لنفس الصديق الذي أرسلت
له الرسالة التي نشرتها سابقاً تحت عنوان (عاشت دولة السياسة حرة مستقلة)... أردتُ
نشر هذه الرسالة على سبيل توضيح الرسالة اللاحقة لها (والسابقة لها من ناحية النشر
على المدونة). شخصياً لا أُحبِّذ نشر نصوص بالعامية، لكن هذه الرسالة كُتبت هكذا،
وتغييرها للفصحى سوف ينتقص منها الكثير، ويكفي أنني حذفتُ بعضاً مما ورد فيها من
أمور، هي ليست شخصية فعلاً، ولكنني أعتبرها شخصية... التوضيح الذي أردته، هو ذكر
أنني منذ بضعة أيام قررتُ أن لا أتحدث عن السياسة إطلاقاً، وقررتُ التوقف عن
متابعتها (أردتُ كتابة شيءٍ ما عن ذلك، لكن لم تسعفني أي شياطين أو جنيات بأي نوعٍ
من أنواع الإلهام...). وعشتُ أياماً من الصمت السياسي جعلتني شبه منبوذٍ اجتماعياً!
فقد اكتشفت بأن أكثر شيء نتحدث عنه هو السياسة! على أي حال، استمرت مقاومة السياسة
إلى أن حدث ما حدث اليوم – التفسير موجود في الرسالة السابقة – مما دفعني للعودة
للحديث عن السياسة... وقررتُ نشر رسالة اليوم، وقررتُ معها نشر هذه الرسالة لتوضيح
رسالة اليوم... والمهم، الكثير من التفاهة الشخصية وهكذا ولأن وبالتالي وحيث أن
ولهذا... وأهم شيء هو أنني قررتُ العودة لمتابعة كرة القدم! ليست لديَّ حماسة قوية
للموضوع بالطبع، ولكن فقط متابعة المباريات القوية ربما... شيء بعيد عن السياسة...
* ملاحظة (فسري!): طائرات، وقصف، وضرب، ومعركة كبيرة في الخارج... وأنا أجلس بكل هدوء أكتب رسائلاً وأنشر أشياءً على المدونة بدون أي اكتراث وكأنني جالسٌ في ريفٍ فرنسي تحت شجرةٍ مُزهِرة أستمتع بالنسمات اللطيفة!!! كارثة اللامبالاة!!!