لم أستطع أن أجد عنواناً لهذه الخاطرة سوى محاولة التذكر... وهي ليست (صورة وفكرة) فعلاً، ولكنها صورةٌ وعاصفةٌ من الجراح...
كتبتُ عن ناجي العلي في ذكرى اغتياله... ومن بين
رسوماته الرائعة مررتُ على لوحة ذكرتني ببيت شعر لإبراهيم طوقان...
قــضيــةٌ نــبــذوهـا بعدما
قُتــِلَــتْ، ما ضــرَّ لـو
فــتحوا قـــبراً يُوارِيها
الفكرة الأولى: كل شيءٍ مُرتبط، إبراهيم طوقان
وناجي العلي، الشعر والرسم، الماضي والحاضر... كل شيءٍ مُرتبط...
الفكرة الثانية: قالها إبراهيم طوقان منذ 60 سنة،
ورسمها ناجي العلي منذ 30 سنة، واليوم نكاد ننساها...
الفكرة الثالثة: اللهم ارحم فلسطين... والرحمة تجوز
على الحي والميت... وتبقى فلسطين سؤالاً... اللهم ارحم فلسطين...
الفكرة الرابعة: أبكي على فلسطين، ولكني لا أنسى
ليبيا، وأغضب على ليبيا، ولكني لا أنسى فلسطين...
الفكرة الخامسة: إلى متى سنذكر؟ ومتى سننسى؟ وما
الذي يجعلنا نتذكر؟ وما الذي سيرغمنا على أن ننسى؟
فلسطين...
فــــلــــســــطـــــيـــــن...
فـــــــــ
ـــــــلـــــــ
ــــســــــ
ــــطـــــ
ـــــيـــــــ
ـــــــــن...
شيئاً فشيئاً تتلاشى من عقولنا... شيئاً فشيئاً
تُصبح قضيةً مُجرَّدة، حروفاً مُبعثرة، أرواحاً مُشرَّدة، شعباً مُنقرِضاً، أرضاً
خرافية...
شيئاً فشيئاً لم أعد أعرف هل أفرح بأننا مازلنا
نبكي عليها، دون أن نفعل شيئاً، أم أُعلل نفسي بأننا سوف ننساها...
أمـــــس كُـــــنّا.. وأمــــس كُـــــنّا وكُنّا وصـــــروفُ الــــزمــانِ دارتْ علــــينا
الفـــــتى الحــــرُّ بـــاتَ عـــــبداً ذلـــيلاً والــزعــيمُ المــــهـــيـــبُ أصــــبـحَ
قِــــــنّا
في ظـــــلامِ التــابـوتِ نـــفتــحُ عـيناً وشـــمـوس الحـــياة تُـــغمِضُ عـــينا
الطغاةُ الأجلافُ صالوا وجالوا آخٍ منـــهم، وآخ مــــنّا.. ومــــنّــــا
والغـــــزاةُ العلوجُ عــــبءٌ ثــــقــــيــــلٌ مـــــلءَ لـــــيلٍ أهـــــوى وجَــنَّ
وجُنّا
وتصـــيحُ العــيونُ خـــــزياً ورعـــــباً: يا هلالَ التاريخ أينكَ.. أينا؟!
سميح القاسم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق