واليوم هو يوم الجمعة 13، أحد أشهر أيام السنة
الميلادية! وربما الفرصة الوحيدة لمن هم مثلي للاحتفال بشيءٍ ما في نهاية السنة،
على الأقل هذه السنة التي جاءت فيها الجمعة 13 في شهر ديسمبر... طبعاً الاحتفال في
نفس المقعد دون تغيير وضعية الجلوس أو القيام بأي شيء مُميَّز... ربما الاحتفال
وصف غير سليم، ربما فقط (الانتباه) لهذا التاريخ...
لا أعلم بالضبط لماذا أريد الحديث عن هذا اليوم،
ولكن لم لا...
في عالمنا العربي والإسلامي لا يعني لنا التشاؤم
شيئاً، على الأقل لا يرتبط في ديننا وتراثنا أي شيء بيوم الجمعة أو بالرقم ثلاثة
عشر، بل على العكس، يوم الجمعة يومٌ مُباركٌ عندنا. ومع ذلك، وإن نجى يوم الجمعة
من الوقوع في هاوية التشاؤم والخرافات، فإن الرقم ثلاثة عشر لم يكن محظوظاً بنفس
الدرجة، فقد تسربت إليه عندنا بعض تلك الخرافات التشاؤمية من الغرب. ومع ذلك
فالحديث هنا سيكون عن هذا اليوم في الثقافة الغربية... وبما أننا نعتمد اليوم على الغرب
في كل شيء، الأفلام، الموسيقا، الأخبار، الموضة، الفنون بجميع أنواعها، التكنولوجيا،
الطعام، الفيزياء، الأشجار، لا أعلم... المهم أننا نعتمد عليهم في كل شيء ونستورد
ثقافتهم بالطن يومياً، ولذلك ليس غريباً أن نتحدث عن هذا اليوم وأصوله في الثقافة
الغربية التي نحاول جاهدين استنساخها...
موضوع ليوم آخر...
أو بالأحرى صداع ليوم آخر...
أظن أن أشهر نظرية، انتشرت مؤخراً، حول أصول
التشاؤم من يوم الجمعة 13 هي النظرية التي تربط هذه الخرافة بحادثة اعتقال فرسان
المعبد في القرن الثاني عشر. القصة أصبحت مشهورةً ومعروفة، خاصةً مع ازدياد
الاهتمام مؤخراً بفرسان المعبد والماسونية في عالم الروايات والأفلام. بداية هذا
الاهتمام الحديث، وانتشار هذه النظرية أيضاً، تعود بلا شك إلى رواية رمز دافينشي
للكاتب دان بروان، والتي ذكر فيها هذه النظرية بالذات... رواية تافهة... النظرية
في حد ذاتها أقدم بقليل من هذه الرواية، فالكثير من المؤرخين قاموا بربط حادثة
اعتقال فرسان المعبد وتاريخ الجمعة 13. في القرن الثاني عشر حين أمست جماعة (فرسان
المعبد) قوةً سياسيةً واقتصادية يُحسب لها ألف حساب في أوروبا، بعد أن كانت كتيبةً
زاهدةً في الدنيا تُحارب في الحملات الصليبية باسم الدين، وقد وصفها البعض بأنها
جماعة من (الرهبان المحاربين)، في سنة 1307 بعدما أصبح نفوذ هذه الجماعة قوياً
جداً، وخطيراً أيضاً بالنظر إلى سرية الجماعة، قام الملك الفرنسي فيليب الرابع
بإصدار أمر باعتقال أعضاء فرسان المعبد ومصادرة ممتلكاتهم، وبدأت هذه الحملة يوم
الجمعة 13. وبالطبع، هذا كان القرن الثاني عشر، الاعتقال لم تجري فيه تحقيقات ولم
يشم فيه أحد رائحة العدالة، وإنما فقط رائحة الدماء واللحم المحترق، تم تلفيق تهم
بالكفر والهرطقة والشعوذة والشذوذ، وتم إعدام الكثيرين. بعض المؤرخين ربطوا هذه
الحادثة التاريخية بخرافة يوم الجمعة 13 واعتباره يوماً مشؤماً... ولكن البعض
ينتقدون هذه النظرية، فهم يقولون بأن الحملة على فرسان المعبد استمرت لسبع سنوات،
فالرعب المرتبط بهذه القصة لم يبدأ وينتهي بطريقة مهيبة في يومٍ واحد ليكتسب كل
هذه السمعة المشؤمة، بالإضافة إلى أن هذه الحادثة ليست مشهورةً تاريخياً لدرجة أن
تترسخ في الوجدان الثقافي للعالم الغربي وتُبنى حولها الأساطير والخرافات. ولو
كانت جماعة فرسان المعبد محط الكثير من التساؤل، ومصدر الكثير من الأساطير، إلا أن
نهايتهم لم يكن لها كل هذا التأثير التاريخي... على الأقل هذا ما يقوله البعض.
حتى لو لم يكن لكل تلك المذابح والمعاناة أثر تاريخي حقيقي، فعلى الأقل تم تخليد ذكراهم في الألعاب الإلكترونية!
الدراسات حول موضوع الجمعة 13 مثيرة للاهتمام،
بعضها ينسب نشأة هذه الخرافة إلى أعمالٍ أدبية في القرن العشرين أو القرن التاسع
عشر. رواية مغمورة كان عنوانها (الجمعة 13) تتحدث عن تشاؤم الناس من يوم الجمعة
13. ولكنها تبقى رواية مغمورة، فكيف سينتشر منها هذا الأثر؟ قاموسٌ للخرافات
والأساطير يُوثِّق خرافة التشاؤم من يوم الجمعة، وخرافة التشاؤم من الرقم 13،
وبجمعهما معاً يجعل من يوم الجمعة 13 مشؤماً مرتين! موسيقارٌ كان يتشاءم من يوم
الجمعة ومن الرقم 13 وإذا به يموت في يوم الجمعة 13! الأمر الذي يدعو أحد المؤرخين
إلى تأريخ مدى سخرية هذه النهاية! نظرياتٌ كثيرة... ولكن هذه النظريات تُوضِّح
شيئاً مهماً، وهو أن المشكلة في هذه الخرافة ليست في يوم (الجمعة 13) ولكنها في
(يوم الجمعة) وفي (الرقم 13).
وهنا تعود الدراسات والنظريات لقرونٍ بعيدةٍ
جداً...
الرقم 13 لا يبدو سيئاً في التاريخ القديم،
فالصينيين يعتبرونه رقماً محظوظاً، والفراعنة القدامى كانوا يرمزون به للحياة
الآخرة، أو العالم الثاني بعد الموت، وبالطبع نظام معتقدات الفراعنة يجعل من الموت
أمراً جيداً، وما المشكلة في الخلود في عالمٍ من الخيال الأبدي؟! ولذلك فالرقم
عندهم كان يرمز في الأغلب لعملية الانتقال أو التحول إلى عالمٍ أفضل أو أكبر أو
مهما كان ما يؤمنون به. ولكن، في نفس الوقت، أو في نفس القِدم، فقد كان للرقم 13
ارتباط ببعض المعتقدات المشؤمة. فمثلاً، في الأساطير النوردية يُعتبر حظاً سيئاً
أن يجتمع 13 شخص على مائدة! القصة باختصار هي أن آلهة النورديين قد اجتمعوا لتناول
العشاء في أحد الأيام، 12 إلهاً. ولكن فجأةً جاءهم الإله رقم 13! لوكي، إله الليل،
أو إله الظلام، أو إله الخداع، أو كل ذلك... لوكي، الذي ربما كان مستاءً من عدم
دعوتهم لهم، قام بخداع أحد الآلهة وحمله على قتل إله آخر! ومنذ ذلك اليوم الخرافي
أصبح اجتماع 13 شخصاً على مائدة حظاً سيئاً عند النورديين...
لوكي عاد إلى الساحة بقوة اليوم... ولكن في مجال مختلف تماماً... وسيطرته، كما يبدو، محصورة في جانب واحد من الجنس البشري... يكفينا أن نقول بأنه لا يسيطر على الرجال!
والشيء المثير
للاهتمام هو أن سيناريو مشابه قد حدث في تاريخ الديانات الإبراهيمية (على الأقل
عند المسيحيين والمسلمين) وأعني بالطبع قصة العشاء الأخير، أو المائدة، حين اجتمع
المسيح عليه السلام مع الحواريين الاثني عشر... 13 شخصاً حول المائدة، وشخص مخادع
(يهوذا)، ونهاية لا يمكن وصفها فعلاً بأنها محظوظة. ولا داعي هنا للدخول في تفاصيل
قصة المسيح عليه السلام، والاختلاف الإسلامي والمسيحي حولها. أهم شيء حالياً هو أن
هذه القصة أيضاً ارتبطت بالرقم 13، وفي العالم الغربي الذي نتحدث عن ثقافته
حالياً، فتلك القصة لم تكن نهايتها جيدة!
وفقاً للأساطير، فهذه المائدة ينقصها ثمانية أشخاص لكي تتحول إلى مأساة تاريخية!
وبالحديث عن المسيحية والرقم 13، فالكثير من
المؤرخين يلومون الديانة المسيحية على سمعة الرقم 13 السيئة، ليس لما ذكرناه عن
قصة العشاء الأخير، ولكن لارتباط الرقم 13 قديماً بالكثير من الديانات الوثنية.
بالطبع من واجب أي ديانة أن تعارض الديانات المخالفة لها، بالأخص لو كانت ديانةً
ربانية تواجه ديانةً وثنية. ولكن المعركة هنا كان أشد، لأن الرقم 13 كما يبدو كان
مرتبطاً أيضاً بالمرأة في الكثير من الديانات الوثنية، ولا أظن أن هنالك داعٍ
للحديث عن كل الدراسات والنظريات التي تقول بأن رجال الدين في الديانة المسيحية
كانوا دائماً يسعون لتهميش دور المرأة وحصر السلطة في الرجال. الرقم 13 كان يرتبط
كما يبدو بالدورة القمرية، والقمر في الكثير من الديانات القديمة كان يُمثِّل المرأة،
والمرأة دائماً كانت تُمثِّل آلهة الطبيعة والخصوبة وأشياء أخرى يمنعنا الأدب من
ذكرها (ولكن مجرد التلميح يجعلنا جميعاً نُفكِّر فيها ونعرف تماماً ماذا أقصد، ولا
أدري لماذا نضحك على أنفسنا بالأخلاق...) وهذا الخليط من الألوهية والأنوثة
والوثنية لم يعجب رجال الدين المسيحيين. ولذلك يقول البعض بأنهم هم السبب في تشويه
سمعة الرقم 13.
ولكن الأمر لا ينتهي عند هذا الحد، على الأقل
بالنسبة للمسيحين. فيوم الجمعة هو الآخر يقول البعض بأن سبب شؤمه هو المسيحيين.
البعض يقولون بأن ذلك يعود لاعتقاد المسيحيين بأن المسيح عليه السلام قد صُلب يوم
الجمعة، وهو سببٌ كافٍ للخوف من هذا اليوم أو على الأقل عدم الإعجاب به! وفي
الحقيقة فإن الكثير من الأشياء (السيئة) حدثت يوم الجمعة وفقاً للديانة المسيحية،
فآدم وحواء عليهما السلام أكلا التفاحة يوم الجمعة، والطوفان الذي أغرق العالم في
عهد سيدنا نوح عليه السلام بدأ يوم الجمعة، وأظن أن بابل قد تدمرت يوم الجمعة أو
شيء من هذا القبيل... يوم الجمعة ليس يوماً جيداً في الديانة المسيحية! بالطبع
اليوم في حد ذاته لديه أشياء كثيرة يتعلق بها قديماً، ففي روما القديمة كان يوم
الجمعة هو يوم الإعدام. وفي بريطانيا هنالك تخاريف أخرى حول يوم الجمعة، وشؤم
الإبحار يوم الجمعة، وقصص من هذا النوع، ولكن بصراحة البحارة لديهم أساطيرٌ كثيرة،
وشؤم يوم الجمعة لم يعد يهمني بالقدر الذي أصبحت تهمني فيه مشاكل المسيحية مع
الديانات القديمة!!! فيوم الجمعة اليوم الذي كان النورديون يعبدون فيه الإلهة (فْرِيق)
إلهة الخصوبة والزواج، أو الخصوبة وقلة الأدب، على حسب المصدر التاريخي والمزاج!
على أي حال من هنا جاء اسم الجمعة بالإنجليزي Friday، نسبة للإلهة Frigg. والواقع أن أيام الأسبوع بالإنجليزية مقسمة بين
أصول نوردية وأصول رومانية:
السبت – Saturday: روماني. نسبةً لكوكب زُحل – Saturn، وهو أيضاً إله روماني.
الأحد – Sunday: روماني. نسبةً للشمس – Sun.
الإثنين – Monday: روماني. نسبةً للقمر – Moon.
الثلاثاء – Tuesday: نوردي. نسبةً للإله تيو – Tiw، إله الحرب النوردي.
الأربعاء – Wednesday: ألماني. نسبةً للإله وودان – Wodan، إله ألماني. وهذا الاستثناء الألماني الوحيد في القائمة.
الخميس – Thursday: نوردي. نسبةً للإله ثور – Thor، إله الرعد النوردي.
الجمعة – Friday: نوردي. نسبةً للإلهة فريق – Frigg، إلهة الخصوبة والزواج النوردية.
هذه الأسماء لأيام الأسبوع هي ألمانية الأصل،
الألمان اقتبسوا أسماء الأسبوع الرومانية، أبقوا بعضها، وغيروا البعض ليتضمن آلهتهم
النورديين (وإله ألماني واحد!)، وبالطبع لأن اللغة الألمانية تعتبر من مصادر اللغة
الإنجليزية القديمة، أو تلتقي معها، فالأسماء تطورت قليلاً لتكون كما هي اليوم.
الأسماء الأصلية ليست Sunday
وThursday،
ولكنها شيء مثل Sunnandeag
أو شيء من مثل هذا القبيل، أطول مما يجب، صعب النطق، ومستحيل القراءة! هذا الدرس
التاريخي السريع الهدف منه هو فقط الوصول إلى فكرة أن الآلهة النورديين موجودين
بقوة في التراث الغربي، والإلهة فري، التي يحمل يوم الجمعة اسمها بالإنجليزية، هي إلهة،
من ديانة وثنية، تُمثِّل أشياءً قد لا تُعجب رجال الدين المسيحيين، بالأخص أنها
تُمثِّل المرأة رمز الخصوبة والزواج، أي سلطة الأنثى في العالم وفي الحفاظ على
استمرار الجنس البشري (الجنس بمعنى العِرق أو النوع... مشكلة قلة الأدب لا حل
لها...) كل هذا قد يقود رجال الدين المسيحيين إلى كره يوم الجمعة أكثر وأكثر، ويدفعهم
لمحاولة جعله يوماً مشؤماً، ولعل هذا دافعهم لإلصاق نصف كوارث الديانة المسيحية
بهذا اليوم... نظرية مؤامرة أعجبتني كثيراً!!!
للأمانة، فإن رجال الدين المسلمين واليهوديين أيضاً لم يدخروا جهداً في تهميش دور المرأة... ولكن لكل حادثٍ حديث...
لا أعلم بالضبط ما خلاصة كل هذا الكلام وهذا
البحث... أظن أن الخلاصة هي أن يوم الجمعة 13 أصبح يوماً مشؤماً بسبب التراث
المسيحي الذي حاول الابتعاد بالمسيحيين عن تراث الديانات الوثنية، أو بصراحة الذي
حاول القضاء على اهتمام الديانات المسيحية بمكانة المرأة وتعظيمها. ولا أظن أن
هنالك أصل تاريخي قديم لشؤم يوم الجمعة 13، فمثلاً الأساطير النوردية، التي تبدو
عنصراً أساسياً في معادلة يوم الجمعة 13، كان لديهم رقم 13 رقماً مشؤماً (ولو كان
ذلك محصوراً في اجتماع 13 شخص على مائدة) ولكن يوم الجمعة كان يوماً دينياً مهماً
لديهم لدرجة أنه معتقدهم منح يوم الجمعة اسمه بالإنجليزية.
وبالطبع كل هذا الكلام هو من باب الفراغ، ففي
النهاية نحن المسلمين لا نؤمن بهذه الأشياء... ولو كانت هذه الكتابة تهدف للفائدة،
وليس لقتل الوقت! لكانت حول الآثار النفسية لخرافة يوم الجمعة 13، ولتحدثت عن بعض
الدراسات النفسية حول الموضوع، كالدراسة التي أوضحت أن الإصابات وحالات الدخول للمستشفى
أكثر يوم الجمعة 13 وبالتالي هو بالفعل يومٌ مشؤم، أو الدراسة التي أوضحت بأن
اليوم له تأثيره على الاقتصاد والتجارة حيث يعزف الناس عن عقد صفقات أو اتخاذ قرارات
مهمة في هذا اليوم، الدراسات تقول بأن حوالي 20 مليون شخص في الولايات المتحدة
الأمريكية مصابون بالرهاب من يوم الجمعة 13 Paraskevidekatriaphobia، وهؤلاء الأشخاص يغيرون روتينهم اليومي، ويتجنبون أي شيء يخشون أن
يتأثر بهذا اليوم المُرعب، وقد ذكرت إحدى الإحصائيات بأن هذا اليوم، أو بالأحرى هذا
الرُهاب يؤدي إلى خسارة الأسواق الأمريكية ما بين 800 و900 مليون دولار! وفي النفس
الوقت، فالكثير من الدراسات تقول بأن معدل الحوادث والإصابات والمشاكل يقل كثيراً
يوم الجمعة 13 لأن الناس إما لا يقومون بشيء أو يكونون أكثر حذراً! وهذا يُوضِّح
أن كل شيء يعود في الحقيقة لتصرفات الناس أنفسهم، هم الذين يجعلون من التشاؤم
مؤذياً أو مفيداً، أعني أنهم هم الذين يُحقِّقون فعلاً خرافة التشاؤم، فلا يذهب
شخصٌ ما لعمله خوفاً من هذا اليومن ثم يقول بأنه تلقى إنذاراً بسبب هذا اليوم
المشؤم (وليس بسبب غيابه دون عذر!) كل شيء هو نتيجة لتصرفاتنا نحن، وأمراضنا
النفسية، أما اليوم المسكين هو فقط ضحية لرجال الدين الأنانيين، والمؤرخين
الفلاسفة، ومُنتجي هوليود المهووسين...
على أي حال... هذا يوم الجمعة 13... أمضيت نصفه في
النوم، ونصفه الآخر في البحث والقراءة والكتابة عنه... وهو بالتالي يومٌ رائعٌ
بالنسبة لي!
كل يوم جمعة 13 وأنتم بخير!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق