بطل إلى النهاية.
عمر المختار أسيراً في البارجة الحربية الإيطالية التي نقلته من سوسة إلى بنغازي ما بين 11 و12 سبتمبر 1931.
في هذا اليوم، 16 سبتمبر، الذي يوافق ذكرى استشهاد
أسد الصحراء سيدي عمر المختار شيخ الشهداء، ولأنني – للأسف – تكاسلت وانشغلت عن
تجهيز موضوع أكبر وأفضل تكريماً لذكراه، فقد رأيتُ (في الوقت بدل الضائع!) أن تكون
لي مساهمة، ولو كانت بسيطة وغير منظمة وعل عجالة، ولكنني أراها مهمة. تصحيح تاريخي
عابر لمعلومة تاريخية مغلوطة قد تكون مشهورةً أكثر من الحقيقة.
هذه المعلومة هي فيما يتعلق بحادثة القبض على عمر
المختار رحمه الله. وبداية هذا الحديث لابد أن تبدأ من عند فيلم (أسد الصحراء)
الذي تناول جزءاً من سيرة عمر المختار.
فيلم عمر المختار فيلمٌ رائعٌ جداً، لا جدال في
ذلك. لقد أبدع المخرج الراحل مصطفى العقاد في إنتاج هذا الفيلم، وجمع له بعض أبرز
نجوم هوليود: أنثوني كوين، أوليفر ريد، أيرين باباس، جون جيلجود، رود ستايجر! كل
هؤلاء يجتمعون لتمثيل فيلم عن ليبيا! هذا أمر لن يتوقف عن إصابتي بالدهشة! لقد
تعرَّف العالم على شعبٍ غائبٍ ومُغيَّب، وتعرف عليه في إحدى أبهى صوره، وهي صورة
المقاومة الإنسانية للظلم، تلك التجربة الإنسانية التي تربط بين البشرية كلها، التي
طالما اضطرت عبر التاريخ لمواجهة الظلم. وفي هذا الصدد يجب على أي شخص موضوعي أن
يعترف بأن فضل خروج هذا الفيلم إلى حيز الوجود يعود إلى معمر القذافي! نعم، نعم،
إنها إبرة (حسنة) واحدة دقيقة في كومة قش عظيمة من (السيئات)! ولكنني هنا لستُ
بصدد مدح معمر القذافي، وإنما أنا بصدد ذمه! فحتى هذه الفضيلة النادرة قد اختلطت
بفضيحة من فضائحه الاستبدادية النرجسية...
مجهودات معمر القذافي في إعادة كتابة التاريخ لا
تخفى على أحد. خاصةً مجهوداته لطمس تاريخ الحركة السنوسية، وعمر المختار رحمه الله
كان أحد أبناء هذه الحركة، وأحد قادتها الكبار، فبلا شك كان لابد أن يضيع جزءٌ
كبيرٌ من تاريخه هو أيضاً. ولو أن القذافي لم يستطع تماماً طمس تاريخ عمر المختار
وقد ارتبط الرجل بوجدان التاريخ الليبي، بل والتاريخ العربي والإسلامي أيضاً. شيءٌ
شبيهٌ أيضاً حدث مع السيد أحمد الشريف السنوسي الذي لم يستطع معمر القذافي طمس
تاريخه هو الآخر، بالرغم من أنه من العائلة السنوسية. فما كان من القذافي، في حالة
هؤلاء الرجال الذين لم يستطع تشويه تاريخهم ولا طمسه، إلا أن يتركهم دون المساس
بهم، بل كان حتى يستغلهم لمنح نفسه وحكمه شرعيةً تراثية أو تاريخية، فالشعب إن كان
يختلف في كثيرٍ من الأمور، لن يختلف حول شرعية وبطولة الجهاد ضد الاحتلال
الإيطالي، وأي نظام حكم لابد أن يربط نفسه وتاريخه بهذا الموروث الثقافي الوطني،
فكان القذافي يستغل عمر المختار كثيراً سياسياً، طبعاً الأمر معتمدٌ على المصلحة
بشكل أساسي! فهو كان يستغله عند الحاجة، ولكن فيما عدا ذلك كان يشن عليه حملةً
بشعةً لدفن تاريخه، بدايةً من تغييب جزء كبير من سيرة عمر المختار، والتركيز على
سنواته الأخيرة فقط، وانتقالاً إلى التقليل من شأنه ومن دوره (وهي حملة
أكاديمية/ثقافية انتشرت بشكل كبير، لدرجة أنني لا أستبعد أنها كانت ممنهجة!)،
ووصولاً إلى نقل رفاته من وسط بنغازي، الحادثة التي رآها كثيرون على أنها كارثة وطنية
واعتداء فاضح من معمر القذافي على عمر المختار. هذا التحريف التاريخي الممنهج من
معمر القذافي كان له أثره أيضاً في فيلم أسد الصحراء.
ضريح عمر المختار في وسط مدينة بنغازي، أقيم في العهد الملكي، وأزاله معمر القذافي.
الفيلم فيه عدة مغالطات تاريخية، من بينها حذف دور
السنوسية تماماً، وتصوريهم في أحد المشاهد على أنهم هاربين ومتخاذلين وأن عمر
المختار منفصل عنهم، كما أن الفيلم، في حين يتجاهل بعض الأشخاص الحقيقين المعروفين
بالتواطؤ مع الاستعمار الإيطالي، فهو يُبالغ في تصوير مواقف الشارف الغرياني
ويتهمه بالخيانة، والفيلم أيضاً يُسقط ذكر بعض قادة المجاهدين الذين كان لهم دور
بارز وعلاقة قريبة جداً بعمر المختار في تلك الفترة، من بينهم يوسف بورحيل
وعبدالحميد العبار. ولكن، أكثر مغالطة تاريخية تضايقني في فيلم عمر المختار،
وأكثرها إهانةً لتاريخ هذا الرجل العظيم – من وجهة نظري – هي مشهد لحظة القبض على
عمر المختار.
لا أذكر الفيلم جداً، فلا أستطيع استرجاع الأحداث
السابقة لعملية القبض على عمر المختار. ولكنني أذكر مشهد القبض عليه جيداً لشدة ما
يضايقني!
المشهد يُصوِّر محاولة المجاهدين الهروب من معركة
خاسرة، عمر المختار ينطلق على حصانه، يصاب حصانه ويسقط ميتاً، يسقط عمر المختار
مصاباً، يقف بصعوبة مستعيناً ببندقيته، الإصابة واضحةٌ عليه، وبينما يهم بالهرب،
يظهر له جندي إيطالي صغير السن. يُوجِّه عمر المختار بندقيته نحوه، وحين يخاف
الجندي الإيطالي، يتردد عمر المختار في قتله وهو يقول له: "لا تتوسل يا فتى،
لا تتوسل ... Don’t beg boy, don’t beg" وفجأة يظهر العديد من الجنود الإيطاليين، وبندقية عمر المختار
التي كانت مرفوعةً بشموخ، تتهاوى ببطء إلى الأسفل، يستسلم عمر المختار، وينزع
الضابط الإيطالي البندقية منه، وكأنه يأخذ لعبةً من طفلٍ صغير، لا ينزع سلاحاً من
أحد أعظم قادة المقاومة في تاريخ البشرية (أقول هذه الجملة بدون أدى شك في صحتها).
هكذا، تم القبض على عمر المختار في الفيلم...
ولكن، هذه ليست الحقيقة... عمر المختار لم يستسلم...
في كتاب (عمر المختار: الحلقة الأخيرة من الجهاد
الوطني في ليبيا) لا يُفصِّل الشيخ الطاهر الزاوي حادثة القبض على عمر المختار
كثيراً، يقول فقط بأن حصانه قد قُتل ووقع عمر المختار على الأرض، وبينما كان يحاول
النهوض تقدم إليه جندي من القوات الإيطالية واعتقله. ولكنه لا يذكر شيئاً عن
استسلام عمر المختار.
أما ردولفو غراسياني في كتابه (برقة الهادئة)، فهو لا
يذكر تفاصيلاً كثيرة حول القبض على عمر المختار، يقول فقط بأن عمر المختار قال لهم
أثناء نقله إلى بنغازي بأنه بعد قتل حصانه وسقوطه جرحت يده اليمنى وربما تشققت
عظام ذراعه، فحاول أن يجر نفسه نحو بعض الشجيرات ليختبئ، لكن الألم حال دون ذلك،
وذكر أيضاً أن عمر المختار تأسف على رفاقه الذين قُتلوا وهم يحاولون إنقاذه، وذكر
أن قلة الذخيرة كان عاملاً حال دون إنقاذه أيضاً. هذا الكلام يبدو غريباً، لأنه
كيف يمكن لإصابة في اليد أن تمنع عمر المختار من الوقوف والمشي مثلاً؟ هل كانت
إصابة يده تُعجزه لدرجة أنه يضطر لجر نفسه؟! هذا الكلام (دون معلومات إضافية)
يتناقض قليلاً مع ما أورده غراسياني في سرده للحوار الذي دار بينه وبين عمر
المختار، وهو حوار بلا شك كانت فيه مبالغات من قبل غراسياني، ولكن هذا المقطع لا
يبدو أنه تغير لمصلحة غراسياني! حيث يذكر غراسياني أنه حين قال لعمر المختار بأن
إصراره على القتال حرمه من أي فرصة في المطالبة بالرحمة والعفو، رد عليه عمر
المختار قائلاً: "مكتوب! وعلى كل عندما وقع جوادي وألقي القبض علي كانت معي
ست طلقات وكان في استطاعتي أن أدافع عن نفسي وأقتل كل من يقترب مني حتى الذي قبض
علي... وكان في إمكاني كذلك أن أقتل نفسي." وحين سأله غراسياني لماذا لم يفعل
ذلك؟ أجابه عمر المختار: "لأنه كان مقدراً أن يكون." وغراسياني هنا
يُعلق بأن هذا كان مستحيلاً، فحين تم القبض على عمر المختار بندقيته كانت على
ظهره، وأن سقوطه على الأرض منعه من الوصول إليها واستعمالها بسرعة، ويضيف بأن
الجروح والكسور في يده اليمنى بلا شك كان لها دورها في منعه من ذلك.
وننتقل الآن إلى المرجع الأخير، الذي يوفِّر
معلومةً قد تربط بقية المعلومات ببعضها البعض، وهو كتاب (عمر المختار) للسيد محمد
الطيب بن إدريس الأشهب. فهو يروي بأن عمر المختار قد أصيب بجراحٍ في يده، وكأن ذلك
سابق على سقوطه فرسه. وهو يقول بأن فرسه حين أصيبت وقعت على ذراعه السليمة، ويده
المصابة (سواءً أكانت الإصابة قبل أو بعد سقوط فرسه) منعت عمر المختار من أن يسحب
نفسه من تحت فرسه النافقة. ويشير الأشهب إلى أن كبر سن عمر المختار، وإصابته في
يده، ووقوع فرسه عليه، وصدمة السقوط على تلك الأرض القاسية كلها عوامل ساهمت بألمها
وإصابتها في منع عمر المختار من تحرير نفسه من تحت فرسه. ويذكر الأشهب أيضاً واقع أن
بعض رفاق عمر المختار قد هبوا لنجدته واستشهد منهم كثيرون في سبيل ذلك. والأشهب
يقدم ترجمةً مختلفةً للحوار الذي دار بين غراسياني وعمر المختار، فيقول بأن رد عمر
المختار كان: "مكتوب. ولكنني أريد أن أقول إنني عندما وقعت في الأسر لم يكن معي سوى
ست خرطوشات فقط وربما كان في الإمكان أن أقتل الجندي الذي أسرني أو أُقتل." والفرق
الوحيد المهم هنا هو في العبارة الأخيرة: فالفرق كبير بين "أقتل نفسي"
و"أُقتل"، والثانية تبدو أكثر تماشياً مع مبادئ عمر المختار رحمه الله.
باستعراض كل هذه الآراء، يبدو أن القبض على عمر
المختار لم يحدث إلا بسبب وقوع فرسه عليه، الأمر الذي منعه من الهروب، ومنعه أيضاً
من القتال والاستشهاد في مكانه في ساحة القتال. وهي معلومة تُفسر بقية العروض
التاريخية لعملية القبض عليه: فهي تُفسِّر عدم هربه، وتُفسِّر ألمه وصعوبة تحركه،
وتُفسِّر سبب عدم استخدامه لبندقيته في هذه اللحظة الحاسمة وهو الذي استخدمها طيلة
حياته. كل الكلام السابق يبدو الآن منطقياً: عمر المختار أصيبت يده، وعلقت يده
الأخرى تحت فرسه، كان على الأرض، بندقيته على ظهره، كان يحاول جر نفسه، ألمه
وإصابته وسنه كلها حالت دون أن يُحرر نفسه، قبض عليه الإيطاليون بسهولة وهو في هذه
الهيئة، وبقيت الطلقات الستة دون أن يستطيع عمر المختار استخدامها للدفاع عن نفسه
وللاستشهاد في موطنه الثاني: ساحة القتال. وكل هذا: مكتوب!
نصب تذكاري لعمر المختار في العاصمة الفنزويلية كاركاس.
إن مسيرة عمر المختار هي مسيرة طويلة من البطولات
الرائعة، وآخر أيامه كانت خلاصة هذه البطولات، وكأنها استراحة من ساحات القتال،
كشف فيها البطل أن عظمته لم تكن فقط وفي يده سلاح وتحت إمرته مقاتلين، ولكن عظمته
كانت نابعةً من داخله أولاً. ما يُنقل من حواراته مع السجانين وغيرهم، حواره مع
غراسياني (الذي كان عن طريق مترجم)، وموقفه في محاكمته، واستشهاده على منصة
الإعدام، كلها بطولات أخيرة في حياة كلها بطولات. ويؤلمني كثيراً أن يُصوِّر فيلمٌ
رائعٌ كهذا الفيلم، وفيلمٌ له أثره العالمي والمحلي أيضاً، يؤملني جداً أن يُصوِّر
نهاية كفاح هذا البطل على أنه استسلامٌ مؤسف لشيخٍ مسكين أرهقته الحياة وأقعدته
جراحه عن إكمال مسيرة الكفاح...
يؤلمني هذا كثيراً، ويكاد يجعلني أكره هذا الفيلم
الرائع! نعم، إنه فيلمٌ رائعٌ جداً، إنتاجه هو بأعلى معايير هوليود، ممثليه
رائعين، أنثوني كوين مثَّل دور عمر المختار بطريقة تبعث فيك القشعريرة، ربما لا
تُحس بأنك ترى عمر المختار فعلاً، ولكنك تُحس بأنك ترى (بعضاً) منه. ولكن هذا
المشهد... هذا المشهد! هذا المشهد اللعين!!! لا أعلم كيف لم يعترض أنثوني كوين على
هذا المشهد، وهم يقولون بأنه درس في بعض المصادر الإيطالية عن سيرة عمر المختار،
والإيطاليين أنفسهم يعزون سبب القبض عليه لإصابته، ولا أعلم كيف لم يعترض مصطفى
العقاد على هذا المشهد، وهو الذي حاول الالتزام بتفاصيل تاريخية دقيقة، فأحضروا
بنادقاً من المتاحف، واستعانوا ببعض المجاهدين القدامى الذين كانوا مايزالون على
قيد الحياة، بل وأحضروا حلاق موسوليني ليحلق لرود ستايجر الذي مثل دوره! هذه
النهاية لا توجد فيها سياسة! لا تؤثر على نظام معمر القذافي! فلماذا؟!!! سأتفهم
واقع أنهم غيَّروا حقيقة من قبضوا على عمر مختار ومن تعرفوا عليه، فالمراجع
السابقة ذكرها، وغيرها، تقول بأن القوات الإيطالية التي قبضت عليه كانت قوات مختلطة
من مشاة إيريتريين وفرسان ليبيين، ويُقال بأن الذي قبض على عمر المختار ليبي، ومعروفٌ
أن الذي تعرف عليه أيضاً ليبي (لم يحدث الأمر كما صوَّره المشهد، بأن قبض عليه
جنود إيطاليون وتعرفوا عليه بسبب نداء المجاهدين له بحثاً عنه...) كل هذا أتفهمه،
لا داعي لنبش هذه الجراح، لا داعي لتشويه سمعة قبائل قد تكون موالية لمعمر
القذافي، إلخ إلخ إلخ... لكن لماذا تجعلون عمر المختار يستسلم؟!!! لماذا؟!!!
ربما أبالغ قليلاً في تضايقي من هذا الأمر، ولكن
هذا الفيلم، عدا عن أنه رائع والمرء يتمنى لو كان يخلو من أي أخطاء تاريخية، فهو
أيضاً مهماً جداً من الناحية التاريخية. فتاريخنا الليبي، على مدى أربعة قرون، كان
مدفوناً تحت نرجسية القذافي، وهذا الفيلم كاد يكون المرجع الوحيد لكثير من الناس.
عدا عن أن الفيلم بلا شك سيصل في عدد أكبر من الناس من كتب التاريخ القديمة. وهذا
يساهم في انتشار هذه المعلومة الخاطئة...
ولكن، الحقيقة لا تضيع، ولن تضيع... خاصةً حين تكون
حقيقة عظماء مثل عمر المختار... بطولته استمرت إلى آخر لحظاته، وتجاوزت موته، وسوف
تستمر ما دام هنالك تاريخٌ يبقى في ذاكرة البعض...
والحقيقة هي أن عمر المختار لم يستسلم... عمر
المختار الذي لم يرضخ لكل تلك العروض المغرية من الإيطاليين لشراء ذمته، عمر
المختار الذي كان يعتب على السيد إدريس السنوسي ميوله للدبلوماسية، عمر المختار
الذي كان في آخر الأيام يتململ من المفاوضات مع الإيطاليين ويختار القتال بشرفٍ
وكرامة على التنازل بذلة، عمر المختار الذي رفض مناشدات السيد أحمد الشريف والسيد
إدريس السنوسي ورفاقه المجاهدين وهم يُلِّحون عليه بأن يهرب إلى مصر، وهم يقنعونه
بأن هذا كرٌّ وفر... عمر المختار الذي بقيَّ وفياً للمقاومة إلى آخر لحظاته، لم
يستسلم، عمر المختار لم يستسلم... لم يستسلم...
رحمة الله عليك يا شيخ الشهداء، يا أسد الصحراء،
رحمة الله عليك يا مجاهد ليبي، يا شهيدها، يا من ربطت بحياتك العظيمة حاضرنا هذا بماضي الصحابة والقديسين... يا من منتحتنا سبباً للفخر نتمسك به أبد الدهر، رحمة الله عليك
أيها الرجل العظيم، رحمة الله عليك يا سيدي عمر... رحمة الله عليك... أتذكر الآن كلمة
ذلك المجاهد الذي هب لنصرتك حين سقطت عليك فرسك، حين صاح في رفاقه: "الحاجة
اللي تنفع عقبت" وانطلق نحوك وكان أول من استشهد محاولاً إنقاذك... أذكرها
الآن وأكاد أن أبكي لأنني أدرك كم نحتاج لأمثالك في عالمنا، وأدرك كم هو مؤلمٌ أن
يرحل العظماء مثلك من عالمنا إلى عالم الخلد... الحاجة اللي تنفع عقبت...
ربي يرحمك يا سيدي عمر...
عمر المختار (في الأغلب أثناء أسره في بنغازي ما بين 12 و16 سبتمبر 1931) وعلى الصورة بالإيطالية:
ها هو القديس (الرجل المقدس).
16 سبتمبر 2014 – بنغازي.
مراجع:
عمر المختار: الحلقة الأخيرة من الجهاد الوطني في
ليبيا. الطاهر أحمد الزاوي دار المدار الإسلامي. بيروت. ط2. 2004. ص 162.
برقة الهادئة. رودولفو غراسياني. ترجمة: إبراهيم
سالم بن عامر. دار مكتبة الأندلس. بنغازي. ط3. 1980. ص 275،281-282.
عمر المختار. محمد الطيب بن إدريس الأشهب. مكتبة
القاهرة. مصر. بدون رقم طبعة. بدون سنة. ص 145، 150-151.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق