لكل
من قد يسأل عن حال ليبيا (وحال بنغازي الحبيبة بين قوسين)... فالحال تدعو إلى أن
نشرب الفينو... ولكننا سنكتفي بقراءة هذه القصيدة البديعة للراحل إبراهيم
الهوني... فالفينو بعيد المنال، وليس لدينا سوى البوخة أو القرابة، ومثل كل شيء
محلي في هذه الأيام، فهي أخطر من الخطورة!
لا
تسألوني...
لا
تسألونـي؛ فإنَّ الأمـر كـازيـنو *** والحالُ تـدعو إلى أن نشرب الفـينو!
(نبيذ)
أما
ترونـي أبـكي مِـن تـصرفهم *** كما بـكـى، عند فقدِ الأمِّ، بـمبينو؟
(طفل)
لا
تُعـجِبَنَكَ مِن قـومٍ ضـخامـتهم *** فالجسم ضخم وأمـا العقـلُ بشينو
(صغير)
عمـائـمٌ
وعـكـاكـيزٌ ومسبحـةٌ *** لكـنَّ إيـمانـهم إيـمانُ بـبـينو
(ببينو:
اسم شخص)
صَلَّوا
وصاموا لأغراض فما انتفعوا *** إلا كـما انـتفـعوا سـكانُ تورينو
لا
يربـحُ الناسُ ما داموا غطارسةً *** حتى يُـطهِّرَ هـذي الأرضُ جبرينُ
قوم
شكت من لحوم الضان تخمتهم *** ونحـن نطلبُ
للأطفـالِ بـنـينو
(رغيف خبز)
فهـل
سـمعتم بكلبٍ خافه أسـدٌ؟! *** أو قطـةٍ صادها مِن قبل تـبـينو؟!
(فأر)
لا
تـبكِ إلا عـلى حـظٍّ تعيش به *** مَن فـاته الحظًّ مـغبونٌ ومـسكينُ
إنْ
مرَّ بالنـاسِ ذو الأموالِ قيل له، *** وهو القبيحُ، لأجل المالِ، بـيـلينو
(جميل)
أو
مرَّ بالـناسِ ذو فـقرٍ يُـقال له، *** وهو الطويل، لفقد المالِ، كـرتينو
(قصير)
تظـلُّ
تـسمعُ عن شخصٍ فتحسبه *** فـي الكـائناتِ كـبيراً وهو بلشينو
(برغوث)
بيـن
المكاتبِ يـمشي في تبختره *** كأنَّـه، فـي انتفـاخِ البـطنِ، دلـفينو
(دلفين)
ينـهى
ويـأمرُ والأيـامُ تخـدمه *** جـرى بـذلكِ، قـبل اليومِ، ديسـتينو
(قدر)
لا
عِـلمَ لـي بـوظيفٍ هو يحسنه *** إلا إذا جَـرَّ عنـد الـليلِ مـولـينو
(طاحونة)
كم
ماسكٍ قـلماً فـي وسـط مكتبه *** ولا يـساوي، إذا مـا قـيسَ، بنينو
(ريشة
قلم)
تـراهُ
يـزأرُ كـالآسـاد تـحسبه *** شيئاً، ولـكنـه فـي الـفعلِ كـانينو
(كلب صغير)
يصيحُ
مِن عَجبه في الناسِ مفتخراً *** كـما يصيحُ قـبـيلَ الـفجرِ قـلـينو
(تصغير ديك: دويك)
كـم
جـاهلٍ بـينـنا والحظُّ يستره *** والناسُ تـحسبه فـي العـلمِ ربينو
(حبر يهودي)
وكـم
تَرقَّى إلـى أوجِ العُلا غلطاً *** مَن كان بالأمسِ بيـن الناسِ سـسينو
(قاطع طريق)
قـومٌ
مِن الغربِ قد جاءت تُقسِّمُنا *** ونحنُ فـي الجـنسِ مسراتي كـبدوينو
(حضري
كبدوي)
قد
حـزَّ قـلبي وأضناني تفاخرنا *** ونحـن بيـن أسودِ الغـربِ تـكيـنو
(ديك رومي)
والإنجـليزي
مـهما لانَ مَلمسُهُ *** فـفي السـياسةِ قـالـوا إنـه فـيـنو
(دقيق)
يـقـدم
الجـاهلُ المحظوظ طالعه *** وذو الكـفـاءةِ للـجُـهالِ فـكـينو
(حمال)
لا
يأس من رحـمة المولى ونعمته *** وفضـله مـن جـميع الخـلق قشينو
(قريب)
إبراهيم
الهوني.
(1907-1969
بنغازي)
* ملاحظة: لا أتحدث الإيطالية، ولستُ متأكداً من معاني الكلمات، ولكن هذه المعاني نقلتها من الكتاب الذي وجدتُ فيه القصيدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق